السبت، ٢٦ أبريل ٢٠٠٨

بلقيس

شُكْرَاً لَكُمْ
شُكْرَاً لَكُم
ْ فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت ..
وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلاَّ نحنُ -
تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ بلقيسُ
.. كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي
..ترافقُها طواويسٌ
.. وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ ..
يا وَجَعِي .
.ويا وَجَعَ القصيدةِ
حين تلمَسُهَا الأناملْ هل يا تُرى
.. من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراء ..
يا غجريَّتي الشقراء ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما .
.تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ،
عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّيفإنَّ الشمسَ بعد
كِلا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :إن حكايةَ الإشعاع ،
أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . .
يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ ..
والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سبأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوقَ خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ ذاتَ يومٍ ..
من ضفافِ الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ ..
في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا .
. وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ ..
يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .
. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ بينِ الشَّظيّةِ ..
والشَّظيَّةْ حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاًبين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا ينامُ ولا ينامْ ..
بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ،
مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ .
. بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ
بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ ..
مُشْتَاقُونَ ..
مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ نُصْغِي إلى الأخبار ..
والأخبارُ غامضةٌ ولا تروي فُضُولْ ..
بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا ..
ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
بلقيسُ ..
مطعونونَ ..
مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي ..
وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي ..
وقصيدتي ..
وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟.
.بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ ..
أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟
بلقيس
مذبحون حتى العظم
والاولاد لا يدرون
ما يجري ..ولا ادري انا .
.ماذا اقول ؟
ولا ادري انا ..
ماذا اقول ؟
بلقيس
يا بلقيس
يا بلقيس
كل غمامه تبكي عليك ..
فمن ترى يبكي عليا
بلقيس ..
كيف رحلتي صامته
ولم تضعي يديك
على يديا ؟
بلقيس
كيف تركتنا في الريح
نرجف مثل اوراق الاشجار ؟
وتركتنا نحن الثلاثه ..
ضائعين
كريشه تحت الامطار ..
اتراك مافكرت بي ؟
اتراك مافكرت بي ؟
وانا الذي
يحتاج حبك ..مثل ( زينب )او ( عمر )
بلقيس
ان هم فجروك ..
فعندناكل الجنائز تبتدي في كربلاء ..
وتنتهي في كربلاء .
.البحر في بيروت
بعد رحيل عينيك استقال ..
والشعر .. يسأل عن قصيدته
التى لم تكتمل كلماتها ..ولا احد .. يجيب على السؤال
اخذوك ايتها الحبيبه من يدي ..
اخذوا القصيده من فمي ..
اخذوا الكتابه .. والقراءة ..والطفولة ..
والاماني
اني لا اعرف جيدا .
.ان الذين تورطوا في القتل
كان مرادهم ان يقتلوا كلماتي !!!
نامي بحفظ الله
ايتها الجميلة
فالشعر بعدك مستحيل
والانوثه مستحيله

هناك تعليقان (٢):

سارة درويش يقول...

يااااااااااااه يايورى ماتعرفش قد ايه القصيدة دى بتبكينى بجد .. حسبي الله ونعم الوكيل كل يوم بتموت بلقيس جديدة لكن ليس لكل بلقيس نزار يجعل العالم يبكى لاجلها .. ربنا يرحمها ويرحم كل شهيد .. كل حد اتقتل غدر وظلم وشكرا للقصيدة يا يورى

Yuri Eisenheim يقول...

ماهو لو نسينا بلقيس دى
هننسى بلقيس الى بتموت فى العراق
هننسى بلقيس اللى بتموت فى لبنان
هننسى كل بلقيس بتموت بتفجير اعمى من واحد فاكر انه بكده هيخش الجنه